EFQM دليلك الشامل لتحسين أداء الشركات وفق نموذج التميز الأوروبي

• حدثت في 2024-09-28
• القيادة والادارة |

يُعتبر نموذج التميز الأوروبي (EFQM) من أبرز الأدوات التي تعتمد عليها المؤسسات في مختلف القطاعات لتحقيق التميز والنجاح المستدام. تم تطوير هذا النموذج لتوفير إطار عمل شامل يمكن المؤسسات من تقييم أدائها وتحسين جودة خدماتها ومنتجاتها. يعتمد النموذج على مجموعة من المعايير التي تشمل القيادة، والاستراتيجية، والموارد البشرية، والعمليات، مما يساهم في تحقيق توازن بين مختلف جوانب الأداء. في هذا المقال، سنستعرض مفهوم نموذج EFQM وأهميته، بالإضافة إلى المعايير الرئيسية التي يقوم عليها، وكيفية تطبيقه في المؤسسات لتحقيق نتائج ملموسة .

ما هو نموذج التميز الأوروبي ( European Foundation for Quality Management) ؟

نموذج التميز الأوروبي (EFQM) هو إطار عمل شامل تم تطويره من قبل المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة، ويهدف إلى تعزيز مفهوم التميز في المؤسسات من خلال تحسين الأداء الشامل وتحقيق نتائج متميزة. يعتمد النموذج على تسعة معايير رئيسية يتم تقسيمها إلى جزئين: عوامل التمكين والنتائج. تشمل عوامل التمكين القيادة، والاستراتيجية، والموارد البشرية، والشراكات، والعمليات، وهي الجوانب التي تساهم في تحقيق النتائج المستهدفة. أما النتائج فتشمل نتائج الأداء المتعلقة بالعملاء، والموظفين، والمجتمع، والنتائج الرئيسية المتعلقة بالعمل. يسعى النموذج إلى تحقيق توازن بين التحسين المستمر، وتلبية احتياجات جميع الأطراف المعنية، وضمان تحقيق مستويات عالية من الجودة والكفاءة. تعتمد المؤسسات التي تتبنى هذا النموذج على التقييم الذاتي المستمر لقياس مدى التقدم في تنفيذ استراتيجيات التميز، مع التركيز على تحقيق قيم مضافة لكل من العملاء والمجتمع والموظفين. يعتبر نموذج التميز الأوروبي أداة هامة للقيادة الاستراتيجية، حيث يعزز من الشفافية والمساءلة ويشجع على الابتكار المستمر في جميع جوانب العمل. كما يوفر إطارًا يمكن من خلاله المؤسسات قياس أدائها مقارنة بالمعايير الدولية والبحث عن فرص التحسين. يساهم هذا النموذج أيضًا في تطوير ثقافة تنظيمية تتمحور حول الجودة والتميز، مما يساعد المؤسسات على البقاء في الصدارة في الأسواق التنافسية. من خلال تطبيق مبادئ EFQM ، يمكن للمؤسسات تحقيق نجاحات كبيرة في مجالات الأداء التنظيمي، والإبداع، والمرونة، واستدامة النمو .

ما هي أهم معايير EFQM ؟

نموذج التميز الأوروبي ( EFQM ) يعتمد على سبعة معايير أساسية تساعد المؤسسات في تحقيق التميز والنجاح. هذه المعايير تُقسم إلى مجموعتين: عوامل التمكين ونتائج الأداء. إليك المعايير السبعة بالتفصيل:

1. القيادة:

تُعنى هذه الفئة بكيفية توجيه القادة للمؤسسة نحو تحقيق الرؤية والأهداف الاستراتيجية. تتطلب القيادة الفعّالة التواصل الفعّال مع الموظفين وتحفيزهم على الابتكار والالتزام. يجب على القادة أن يكونوا قدوة في القيم والمبادئ التي تعزز ثقافة المؤسسة.

2. الاستراتيجية:

تتناول هذه الفئة كيفية وضع الاستراتيجيات وتطبيقها بفاعلية لتحقيق الأهداف المحددة. يجب أن تكون الاستراتيجية مدعومة بتحليل شامل للبيئة الداخلية والخارجية، وأن تتماشى مع رؤى المؤسسة واحتياجات العملاء.

3. الأشخاص:

تُركز هذه الفئة على أهمية الموظفين في تحقيق التميز. يجب أن يتم تطوير مهاراتهم وقدراتهم، وضمان بيئة عمل محفزة تشجع على التعاون والإبداع. يعتبر الاستثمار في تطوير الأفراد جزءًا أساسيًا من النجاح المؤسسي.

4. الشراكات والموارد:

تشمل هذه الفئة كيفية إدارة الشراكات مع الموردين والمجتمع، بالإضافة إلى إدارة الموارد المالية والتقنية. يجب أن تركز المؤسسات على بناء علاقات قوية ومستدامة مع الشركاء لضمان تحقيق الأهداف المشتركة.

5. العمليات:

تتناول هذه الفئة كيفية إدارة العمليات والأنشطة بشكل فعّال لضمان تحقيق الجودة والكفاءة. يشمل ذلك تحسين العمليات بشكل مستمر وتبني أفضل الممارسات لضمان تحقيق النتائج المرجوة.

6. نتائج العملاء:

تُعنى هذه الفئة بقياس مدى رضا العملاء وولائهم. يجب أن تُجمع البيانات بشكل مستمر حول تجربة العملاء وتفضيلاتهم لتحسين المنتجات والخدمات المقدمة.

7. نتائج الأشخاص:

تركز هذه الفئة على قياس مستوى رضا الموظفين ورفاهيتهم. يجب أن تكون هناك آليات لتقييم مشاركة الموظفين في صنع القرار ومستوى التحفيز والأداء العام.

تساعد هذه المعايير السبعة المؤسسات في تحقيق التوازن بين جميع جوانب الأداء وتعزيز الثقافة المؤسسية المتميزة. من خلال التركيز على هذه المعايير، تستطيع المؤسسات تحسين أدائها وزيادة قدرتها على المنافسة في الأسواق المختلفة.

ما هي فوائد نموذج EFQM ؟

نموذج التميز الأوروبي ( EFQM ) يقدم مجموعة شاملة من الفوائد للمؤسسات التي تسعى إلى تحقيق التميز في أدائها وزيادة قدرتها التنافسية في السوق. إليك بعض الفوائد الرئيسية التي يوفرها هذا النموذج:

1. تحسين الأداء العام:

يساعد EFQM المؤسسات على تحسين أدائها بشكل شامل من خلال تقييم جميع جوانب العمل. من خلال استخدام معايير التميز، يمكن للمؤسسات تحديد نقاط القوة والضعف في عملياتها، مما يسهل تحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين. تساهم هذه التحسينات في زيادة الإنتاجية وتعزيز جودة المنتجات والخدمات المقدمة.

2. تشجيع التحسين المستمر:

يُعزز نموذج EFQM ثقافة التحسين المستمر داخل المؤسسات. من خلال عملية التقييم الذاتي المستمرة، يتشجع الأفراد والفرق على البحث عن طرق جديدة لتحسين الأداء والتقليل من الفاقد. هذا التحسين المستمر لا يساعد فقط في رفع مستوى الأداء، بل يساهم أيضًا في تعزيز الابتكار داخل المؤسسة.

3. تحقيق نتائج متوازنة:

يساهم النموذج في تحقيق توازن بين مختلف نتائج الأداء، بما في ذلك نتائج العملاء، والموظفين، والمجتمع، والنتائج المالية. هذا التوازن يساعد المؤسسات على تلبية احتياجات جميع الأطراف المعنية وضمان استدامة النمو على المدى الطويل.

4. تطوير القيادة الفعّالة:

يدعم EFQM تطوير قادة فعّالين يقودون المؤسسات نحو تحقيق رؤيتها الاستراتيجية. يشجع النموذج على تحسين مهارات القيادة والتوجيه، مما يسهل عملية اتخاذ القرارات الاستراتيجية التي تتماشى مع الأهداف التنظيمية.

5. تعزيز ثقافة الجودة:

يساهم نموذج التميز الأوروبي في إنشاء ثقافة تنظيمية تتمحور حول الجودة والتميز. من خلال التركيز على المعايير العالية والجودة في جميع العمليات، يتم تحفيز الموظفين على العمل بشكل يضمن تحسين الجودة وزيادة رضا العملاء.

6. زيادة القدرة التنافسية:

من خلال توفير إطار عمل يمكن المؤسسات من قياس أدائها مقارنة بالمعايير الدولية، يساعد النموذج على تعزيز القدرة التنافسية. المؤسسات التي تتبنى نموذج EFQM يمكنها التعرف على ممارسات السوق الرائدة وتطبيقها، مما يسهل عليها البقاء في المقدمة في بيئة تنافسية.

7. تعزيز التعاون والشراكات:

يشجع نموذج EFQM على تطوير شراكات فعالة مع الأطراف الخارجية، بما في ذلك الموردين والعملاء. من خلال التعاون والشراكة، يمكن تحسين الكفاءة واستخدام الموارد بشكل أفضل، مما يؤدي إلى تحسين النتائج بشكل عام.

8. تحسين رضا العملاء:

من خلال تحسين العمليات وتعزيز الجودة، يؤدي تطبيق EFQM إلى زيادة رضا العملاء. التركيز على تلبية احتياجات العملاء يساهم في بناء علاقات طويلة الأمد معهم، مما يزيد من ولائهم وثقتهم في المؤسسة.

9. دعم الاستدامة:

يساعد النموذج المؤسسات على التفكير في تأثيراتها الاجتماعية والبيئية، مما يدعم الاستدامة. من خلال تحقيق نتائج إيجابية للمجتمع وتحسين المسؤولية الاجتماعية، تصبح المؤسسات أكثر استدامة وملاءمة للمستقبل.

بشكل عام، يعد نموذج التميز الأوروبي أداة قوية للمؤسسات التي تسعى إلى تحسين أدائها وتحقيق التميز. من خلال توفير إطار شامل لتحليل الأداء، وتعزيز التحسين المستمر، وتطوير ثقافة الجودة، يمكن للمؤسسات تحقيق نتائج إيجابية تؤدي إلى نجاح طويل الأمد. يساعد هذا النموذج أيضًا في بناء علاقات قوية مع العملاء والموردين، مما يسهم في تعزيز التنافسية والاستدامة.

تجربة عملية لشركة طبقة نموذج التميز الأوروبي ( EFQM )

نموذج التميز الأوروبي ( EFQM ) وتجربة مجموعة BMW

تُعتبر مجموعة BMW واحدة من أبرز الأمثلة على المؤسسات التي اعتمدت نموذج التميز الأوروبي ( EFQM ) كأداة لتحقيق الابتكار والتحول الفعال. على مدار أكثر من 100 عام، كانت الابتكارات هي المحور الأساسي لعمليات مجموعة BMW ، مع التركيز على تحسين الأداء والراحة والسلامة في سياراتها. ومع ذلك، فقد شهدت المجموعة تحولًا جذريًا في عام 2007 عندما بدأت رحلتها نحو التنقل الكهربائي من خلال إطلاق مشروع i .

مشروع i والتحول نحو التنقل الكهربائي

مشروع i يمثل بداية تحول شامل لمجموعة BMW ، حيث تم تصميمه لتلبية متطلبات العصر الجديد من خلال إنتاج سيارات كهربائية ومركبات هجينة. كان الهدف من المشروع هو تعزيز الأداء والراحة والسلامة، ولكنه أيضًا استلزم إجراء تعديلات جذرية في العمليات العالمية. وهذا يتضمن تصميم وبناء وتوريد المزيد من المركبات الكهربائية بطريقة سريعة وفعّالة. في عام 2017، تمكنت مجموعة BMW من تسليم 100,000 مركبة كهربائية لعملائها في جميع أنحاء العالم، مما يدل على نجاح هذا التحول.

أهمية الرؤية والاستراتيجية في التغيير

يتطلب التحول الناجح مثل هذا وجود رؤية واضحة واستراتيجية محددة تُعبر عن الأهداف والطموحات. في حالة مجموعة BMW ، كانت الرؤية تتمحور حول تحقيق الريادة في التنقل الكهربائي، مما دفعها لوضع استراتيجية شاملة تتضمن تطوير التكنولوجيا والبنية التحتية اللازمة لدعم هذا الانتقال. بالإضافة إلى ذلك، فإن إدارة التغيير بشكل جيد كانت ضرورية لضمان أن جميع أجزاء المؤسسة تعمل نحو نفس الهدف.

تسريع التحول نحو التنقل الكهربائي

لقد شهدت مجموعة BMW تسارعًا في التحول نحو التنقل الكهربائي بفضل الالتزام الراسخ من الإدارة والموظفين. ومن خلال تطبيق نموذج EFQM ، استطاعت المجموعة تعزيز ثقافة الابتكار والتحسين المستمر، مما ساهم في نجاحها في السوق. يُظهر هذا التحول كيف يمكن لنموذج EFQM أن يكون أداة قوية في توجيه المؤسسات نحو تحقيق أهدافها، خاصة في أوقات التغيير والتحديات.

بشكل عام، يُعد نموذج التميز الأوروبي ( EFQM ) إطار عمل يساعد المؤسسات على تحقيق التميز من خلال التركيز على الابتكار والتحسين المستمر. تجربة مجموعة BMW تعكس كيف يمكن لهذا النموذج أن يُطبق بنجاح لتحويل التحديات إلى فرص، مما يساهم في تحقيق نتائج ملموسة وفعّالة في عالم يتغير بسرعة.

"يساعدنا نموذج EFQM على ضمان التوافق المستمر، والتحقيق، والنتائج (لماذا، كيف، وما هو) ويشمل المنظمة بأكملها. تتيح التقييمات الذاتية والتقييمات من طرف ثالث بشكل منتظم تحديد الفرص المحتملة للتحسين."

د. روبرت إنغلورن - الرئيس التنفيذي للإنتاج، مجموعة BMW في أمريكا الشمالية

أسئلة شائعة

السؤال 1: ما هو نموذج التميز الأوروبي ( EFQM )؟

نموذج التميز الأوروبي ( EFQM ) هو إطار عمل يهدف إلى مساعدة المؤسسات على تحسين أدائها وتحقيق التميز. يعتمد النموذج على مجموعة من المعايير التي تشمل القيادة، والاستراتيجية، والأشخاص، والعمليات. تم تطويره لتعزيز الثقافة التنظيمية القائمة على الجودة والابتكار. يُستخدم النموذج لتقييم الأداء الحالي وتحديد مجالات التحسين. من خلال تطبيقه، تستطيع المؤسسات الوصول إلى نتائج أفضل وزيادة رضا العملاء.

السؤال 2: ما هي المعايير السبعة لنموذج EFQM ؟

تتكون المعايير السبعة لنموذج EFQM من: القيادة، والاستراتيجية، والأشخاص، والشراكات والموارد، والعمليات، ونتائج العملاء، ونتائج الأشخاص. كل معيار يركز على جوانب مختلفة من أداء المؤسسة ويساعد في تحقيق التوازن بين الأهداف. يتم استخدام هذه المعايير لتقييم كيفية إدارة المؤسسة وتحديد نقاط القوة والضعف. تساهم هذه المعايير في تعزيز ثقافة التميز والتحسين المستمر. من خلال التركيز على هذه المعايير، يمكن للمؤسسات تحسين أدائها بشكل شامل.

السؤال 3: كيف يمكن تطبيق نموذج EFQM في المؤسسات؟

يمكن تطبيق نموذج EFQM من خلال إجراء تقييم شامل للأداء الحالي للمؤسسة. يبدأ ذلك بتحديد المعايير المناسبة وتقييم مدى التزام المؤسسة بها. بعد ذلك، يمكن وضع خطط عمل لتحسين الأداء في المجالات التي تحتاج إلى تطوير. يشمل ذلك التدريب وتطوير القدرات وتحسين العمليات. في النهاية، يتم مراجعة الأداء بشكل دوري لضمان الاستدامة والنجاح.

السؤال 4: ما هي الفوائد الرئيسية لنموذج EFQM ؟

تتضمن الفوائد الرئيسية لنموذج EFQM تحسين الأداء العام للمؤسسة، وتعزيز الابتكار، وتحقيق رضا العملاء. كما يعزز النموذج من ثقافة التحسين المستمر ويساعد في تحقيق توازن بين نتائج الأداء المختلفة. يُساهم أيضًا في تطوير القيادة الفعّالة وتعزيز الشراكات. من خلال تطبيق النموذج، تستطيع المؤسسات تحقيق نتائج مالية أفضل وزيادة قدرتها التنافسية. كل هذه الفوائد تُظهر أهمية النموذج في تحقيق التميز المؤسسي.

في ختام هذا المقال، يتضح أن نموذج التميز الأوروبي (EFQM) يمثل أداة قوية للمؤسسات التي تسعى نحو تحسين أدائها وتحقيق التميز في سوق تنافسي متزايد. من خلال التركيز على المعايير السبعة للنموذج، يمكن للمؤسسات تحديد نقاط القوة والضعف في أدائها، وتعزيز ثقافة الجودة والابتكار بين الموظفين. إن تبني هذا النموذج يساهم في تحقيق رضا العملاء وزيادة ولائهم، بالإضافة إلى تحسين الأداء المالي والاستدامة على المدى الطويل. لذلك، يُنصح المؤسسات بتطبيق نموذج EFQM كجزء من استراتيجيتها للتطوير المستدام والنمو .